الحلقة السابعة - مشاعر بنت

 ep c 07

هذه الحلقة تقدمها لنا صديقتنا عبير... سوف تحكي لكم عن قصة ماجدة ومشاعرها المتقلبة وندمها في النهاية لأنها لم تستمع لغادة...

 

هل عانيت يوماً من تلك المشاعر المتقلبة التي كثيراً ماتؤثر بالسلب على حياة الكثيرين من الشباب؟ هل ظننت يوماً أن ماتشعر به هو مشاعر حقيقية وأن المحيطين بك لايقدرون تلك المشاعر؟ هل أنت في حاجة إلى من يشعر بك؟ هيا معي لتجد الحل بين السطور. هيا معي لنتعلم من خبرات الأخرين.

 

أصدقائي الأحباء... سوف أشارككم اليوم عن إحدى المشاكل التي كنت أواجهها مع زملائي بالكلية وبالتحديد هي المشاعر المتقلبة الجارفة التي تقيد كثيرين من الشباب في هذه المرحلة الدراسية.

كان لنا صديقة إسمها ماجدة لم تكن تعرف معنى أو طعم للحياة إلا إذا كان لها علاقة بأحد زملائها في الجامعة وإرتبطت بالفعل عاطفياً في بداية مرحلة الدراسة الجامعية بسامي وكانت معجبة به وبإحتوائه ومساعدته لها. ولكن بعد فترة قليلة تغير رأيها عنه وقررت أن تتركه وتقطع علاقتها به لمجرد أن طريقته في الأكل لم تعجبها.

          لم تمر أيام قليلة إلا ونجدها مرتبطة برامي وهو أحد زملائنا أيضاً وكانت ترى فيه الشخص الذي سيعوضها عن كل الذي مضى ولذلك كانت ترفض أن تستمع لكلام غادة لأنها كانت أقرب صديقة لها في ذلك الوقت وكثيراً ما كانت تقول  لها "إلى متي ستظلي هكذا تنجرفي وراء مشاعرك وتتعلقي بأية كلمة تقال من أي شخص, وتؤثر فيكي جداً وتفكري فيها كثيراً ". ورغم أنها تكلمت معها عن رامي وعن سمعته السيئة المعروفة وسط الكلية وإنه كل يوم مع فتاة مختلفة إلا أنها أصرت على رأيها وظلت تسير وراء مشاعرها التي تقودها لطريق لا تعرف نهايته وكانت ترى أن غادة تظلمها وتظلم رامي التي كانت تظن أنه يحبها إلى أن أثبتت لها الأيام أنه ليس هو الشخص الذي أحبها ولا الشخص الذي سيعوضها عن ماضيها كما كانت تظن بل كان رامي مجرد شاب مستهتر حيث أنها إكتشفت أنه قام بخطبة إحدى صديقاتنا بالكلية وعندما سألته عن الحب الذي كان بينهما كان يقول لها أنها كانت نزوة في حياته أو علاقة عابرة وإنتهت.. وصدمها كلامه المؤلم والطريقة الساخرة التي كان يتكلم بها  وإنهارت في البكاء.

وظننا جميعاً أنها بكل تأكيد قد تعلمت الدرس وإستطاعت أن تتحكم بمشاعرها بعد هذه التجربة ولكن للأسف لم تستوعب الدرس من هذه المرة وبعد فترة قصيرة إنجذبت مشاعرها تجاه شخص جديد وهو وائل زميلنا بالجامعة أيضا ً ولكن للأسف كانت هذه هي أصعب تجربة لها لأن وائل أقنعها أنه يعشقها ولا يستطيع أن يعيش بدونها وحاولت غادة معها أكثر من مرة وكانت تحاول إقناعها بأنه ليس حب حقيقي وإنما هو حب أناني هدفه إشباع الغرائز والفراغ العاطفي وأن العلاقات العاطفية الغير سليمة ستجلب عليها المرار والألم كما حدث مع "أمنون" الذي تحدث عنه الكتاب المقدس فقد أحب فتاة إسمها "ثامار" حباً عظيماً جداً لدرجة أنه كان يمرض ويتألم في اليوم الذي لا يراها فيه وذلك لآنه لم يكن بعد قد تمكن منها ولكن في الوقت الذي إستطاع أن يتمكن منها يخبرنا الكتاب المقدس "ثم أبغضها أمنون بغضة شديدة جداً حتى أن البغضة التى أبغضها إياها كانت أشد من المحبة التى أحبها إياها وطردها شر طرده بل دعا غلامه الذى كان يخدمه وقال له إخرجها وإغلق الباب ورائها".

 وهذه هي نهاية هذه النوعية من المحبة التي أساسها مشاعر الإحتياج للجنس الأخر ومجرد تسديد الغرائز  والفراغ العاطفي.. وهذه كانت نوعية الحب أو العلاقة التى بين ماجدة ووائل... ولذالك حاولت أن تقنعها غادة بأن هذا النوع من الحب ليس حقيقي بل هو حب مغرض.. لأن الحب الحقيقي هو الحب الذي يعطي بدون أن ينتظر مقابل وبلا شروط ويضحي حتى الموت لأجل الشخص الذي يحبه.. ومصدر هذه المحبة هو السيد المسيح حيث أنه قال:- (ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه) والسيد المسيح بذل نفسه لأجلنا حتى الموت لأن محبته من نوع مختلف فهى محبة تغير الحياة وتساعد كل شخص أن يحب الأخرين بنفس طريقة محبة المسيح وأيضا محبة المسيح ومعرفته تحرر من كل مشاعر زائفة تجاه الجنس الآخر وتحرر من كل شهوة شريرة.. نعم لأن الإنجيل يخبرنا (إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً).

 وسألتني ماجدة عما سيحدث إذا صدقت وقبلت محبة وعمل السيد المسيح؟ فأخبرتها أنها ستكون حرة من أى مشاعر مزيفة وهائجة تملأ حياتها وتقيدها لأن السيد المسيح وعد أن يحرر وأن من يأتي إليه لا يخرجه خارجاً.. وأخذت وقت كي تفكر .. وبعد وقت ليس بقصير أتت إلى غادة لتخبرنا بما وصلت إليه مع وائل فقد ألح عليها وأقنعها أن يتزوجا عرفي كما يفعل بعض الطلبة بالجامعة وأن يقيموا بشقة مفروشة ويستمتعوا بحبهم. وبعد خمسة أشهر رجعت ماجدة مرة أخرى بمرارة جديدة تبكى وتثتغيث بأصدقائها غاده وعبير .فلقد تركها وغدر بها وقطع الورقة التي تثبت زواجهما.

صديقاتي وأصدقائي الذين يتابعوا معى الحلقة أدعوا كل من يشعر أنه تائه وإن مشاعره غير مستقرة ودائماً ينقاد ورائها وأيضاً كل من يفتقد مشاعر الحب ويبحث عنها بطرق وعلاقات غريبة ومختلفة أدعوك أن تأتى للسيد المسيح وهو يستطيع أن يشفي كل جوع بداخلك فتعالىإليه ليحررك من قيود الحب التائه والمشاعر المتقلبة لذلك اطلبه بإيمان ولا تؤجل وتوب عن كل علاقاتك وزيغانك في السكك الغير شريفة وأقبل حبه وتجديده لحياتك وقلبك صديقي إدعي معى إذا أردت أن تدعي المسيح:-

"يا سيدي المسيح أنا بشكرك لأجل حبك ليّ أنا آتي لك يا سيدي بكل جوع جوايا وأعرف إنك أنت وحدك تقدر أن تسدده لي.. إني أختار الحرية اللي عندك وبرفض القيود اللي كتير وهمتني بالسعادة حررني من كل قيودي على مشاعري إدخل حياتي وغيرني وإخلقني إنسان جديد"

سؤال حلقتنا انهارده هو:-

ماهو الحب الحقيقي؟ وكيفية الحصول عليه؟

طباعة   البريد الإلكتروني