مخافة الله

مخافة_الله.jpg

    هل قلت يوماً عن شخص ما أنه يخاف الله . أو قال لك أحد أنه يجب أن تخاف الله ؟ ترى ما هى مخافة الله ؟ و ما معنى الخوف فى هذه الحالة ؟؟ و لماذا ينبغى أن أخاف الله  ؟

قد يقصد البعض بخوف الله هو الخوف من عقاب الله  و غضبه . و لكن هل هذا هو الممعنى الصحيح لمخافة الله ؟

إن معنى مخافة الله يختلف عن معنى الخوف المتدارك فخوفى من شخص ما قد ينطوى على أنى أخاف من بطشه أو غضبه و لا يعنى بالضرورة أن تكون علاقتى به مبنيه على أساس من التقدير و الشعور بهيبته و من هنا نرى أن الخوف نوعان :

   - خوف من الله : و فى هذه الحاله لا أصنع الخطأ  ليس لأنى أبغضه و إنما خوفاً من العقاب و لكن لو علمت

                    أنى   لن أعاقب و سمحت لى الفرصة سأفعله دون تردد .

       مز 40 : 3  " كثيرون يرون و يخافون   "

      مز 38 : 8  " لتخش الرب كل الأرض و منه ليخفف كل سكان المسكونة   "

      رؤ 15 : 4   "  من لا يخافك يا رب و يمجد اسمك لأنك وحدك قدوس لأن جميع المم سيأتون و يسجدون 

                          أمامك " 

    - خوف الله :- و هو الخوف المبنى على أساس من المحبة و هو ناتج من الشعور بالاحترام  و هذه المحبة هى التى تضع فى القلب البغض للشر و الميل للسلوك بإستقامة .

  خر 20 : 20   قال موسى للشعب  " لكى تكون مخافة الله  أ مام وجوهكم حتى لا تخطئوا "

 مز 86 : 11 " علمنى يا رب طريقك أسلك فى حقك . وحدد قلبى لخوف اسمك ."

 

لماذا أخاف الله ؟؟

    هل سألت نفسك يوماً لماذا أخاف الله أو لماذا يجب أن أخاف الله ؟  إن الله لا يجبرنا أن نخافه فهو لا يجبر خليقته بالذات الإنسان أ، يفعلوا شئ ضد إرادتهم . فإذا أردت أن تخافه فلابد أن تكون مقتنع داخلياً إنك تريد أن تخاف الله و غير مجبر على ذلك فإننى أخاف الله لعدة أسباب .

    * لأن الله هو المتحكم فى الأمور : إن المخافة تأتى نتيجة الشعور بالصغر أمام شخص عظيم فعندما تتقابل مع شخص يكبرك فى السن أو المركز أو الخبرة فإنه تتولد بداخلك مخافة و هيبه تجاهه فإن كان هذا يحدث مع البشر فكم بالحري مع الله المهوب . 

أرميا 10 : 7  " لا مثل لك يا رب عظيم أنت و عظيم أسمك في الجبروت . من لا يخافك يا ملك الشعوب لأنه بك يليق . لنه في جميع حكماء الشعوب و فى كل ممالكهم ليس مثلك."

* لأن الله هو الخالق :-

       مز 95 : 6 " هلم نسجد و نركع و نجثوا أمام الرب خالقنا "

       رؤ 4 : 11  " أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد و الكرامة و القدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء 

                            و هى بإرادتك كائنة و خلقت ."

       إن مخافة الله تنبع من كونه هو الخالق لكل ما فى الكون بما فيهم أنت و أنا و هو الوحيد الذى يستطيع أن يخلق . إن العالم بآسره  يدين للعلماء الذين اخترعوا اختراعات  مثل السيارة و الطائرة و الكهرباء و غيرها و بالأولى أن تعطى كل التقدير و الإحترام و المخافة و الهيبة للذى خلق الإنسان الذى أستطاع أن يخترع .

* لأن الله هو فاحص قلب الإنسان :  لأن الرب يفحص جميع القلوب و يفهم كل تصورات الأفكار .

 1 أخ 28 : 9  الله هو الوحيد الذى يفحص قلب الإنسان و يعرف تصورات قلبه  فهو كاشف كل أفكار قلب الإنسان . فكل أفكار قلوبنا و تصورات نفوسنا مكشوفة أمام الله و هو سبب أخر  يجعلنا نخاف الله و نهابه .

* المخافة هي الطريق الوحيد للاقتراب إلى الله :   مز 24 : 3 " من يصعد إلى جبل الرب و من يقوم فى  

             موضع قدسه . الطاهر اليدين و النقى القلب ".

   نح 1 : 11 " يا سيد لتكن أذنك مصغيه إلى صلاة عبدك و صلاة عبيدك الذين يريدون مخافة أسمك ."

   2 أخ 16 : 9 "  لأن عينى الرب تجولا ن فى كل الأرض ليشدد الذين قلوبهم كاملة نحوه " 

   أقصر  الطرق للوصول إلى الله هى مخافته الله دائماً يفتش عن أناس يخافوه لكى يقترب إليهم فإذا أردت أن يقترب إليك الله فالباب إلى ذلك هو مخافته .

معطلات مخافة الله :-   

    ترى ما الأمور التى تجعلنا لا نخاف الله فى حياتنا اليومية ؟ هناك أشياء كثيرة تجعل خوف الله فى حياتنا من الأمور الصعبة فإذا نظرنا على الناس من حولنا فنجد أن قلة منهم يخافون الله فى حياتهم و فى سلوكهم . فدعونا نبحث معاً عن المعطلات التى تقف فى طريق مخافة الله فى حياتنا :

 - الخوف من الإنسان :  يقول الكتاب عن سيدنا ابراهيم عندما  تغرب فى جدار أنه خاف من أبيمالك و قال عن امرأته أنها أخته فأخذها أبيمالك لنفسه لولا تدخل الله فى الأمر . فقد خاف ابراهيم منن أبيمالك أكثر من الله .

 و حث نفس الشئ مع أبنه أسحق و فى نفس المدينة عندما سألوه عن زوجته فيقول الكتاب أنه خاف أن يقول أنها إمرأتى لعل أهل المكان يقتلونى من أجل رفقة لأنها كانت حسنة المنظر فقال أنها أختى . فقد خاف أسحق الناس أكثر من الله . 

مت 10 : 28 " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد  و لكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها . بل خافوا بالحرى من الذي  يقدر أ، يهلك النفس و الجسد كليهما فى حينهم "

أش 51 : 12 " من أنت حتى تخاف من انسان يموت و من ابن الإنسان الذى يجعل كالعشب و تنسى الرب صانعك باسط السموات و مؤسس الأرض " .

عندما نخاف الناس فهذا أكبر معطل فى طريق مخافة الله . لكن الله يشجعنا بإن افنسان مهما على شأنه فإن الله أكبر و أقوى و متحكم فى الأمور .

 2-  الخوف من الخسارة :

      أحياناً نظن أن مخافة الله مكلفة و سوف نخسر فى سبيل ذلك أو سوف أفقد شئ ثمين نتيجة خوف الله . بل دعنى أقول لك إ، مخافة الله تجعل الإنسان انجح و متميز . فيقول الكتاب  عن يوسف الصديق الذى كان يخاف الله أنه كان يخاف الله " أنه كان رجلاً ناجحاً " مع أننا إذا نظرنا من الخارج فى حياة يوسف  نظن أنه خسر الكثير فى سبيل طريق خوف الله كان حدث عكس ذلك تماماً  . يقول سفر الأمثال " مخافة الرب رأس المعرفة " 

   أرميا 32 : 40 " و أقطع لهم عهداً   أبدياً أنى لا أرجع عنهم لأحسن إليهم و أجعل مخافتى فلا يحيدون عنى و أفرح بهم لأحسن إليهم و أغرسهم فى هذه الأرض بالمانة بكل قلبى و بكل نفسى ".

3- عدم الثقة فى الله : 

     ممن الأمور المعطلة لمخافة الله فى حياتنا هى عدم الثقة فى الله .

  أ/ 14 : 26 " فى مخافة الرب ثقة شديدة و يكون لبنيه ملجأ " عندما تقل ثقتنا فى الله تقل مخافتنا له و عندما تزيد ثقتنا فى الله تزيد مخافتنا له ، فمخافة الله مرتبطة بمقدار ثقتنا فيه .




نتائج مخافة الله :-

  هل مخافة الله لها نتائج ؟ فما هى نتائج مخافة الله و ماذا أحصد  نتيجة مخافة الله ؟ فإن كان هناك معطلات كثيرة تقف فى طريق مخافة الله . فهل يتساوى من يخاف الله مع من لا توجد فى حياته خوف الله .فما هى هذه النتائج إذن التى سوف أحصدها نتيجة تمسكى بأن أخاف الله فى حياتى :

   1 - إكرام الله :  مز 15 : 4 " و يكرم خائفى الرب "

                                                   " أكرم الذين يكرموننى "

           إن الله يبحث عن قلوب تخافه و تعطيه المهابة فهؤلاء الناس الله يكرمهم ز

           مز 34 : 7  : ملاك الرب حال حول خائفيه و ينجيهم "

           مز 145 : 19  " يعمل رضى خائفيه و يسمع تضرعهم "

إن كان الله يدرك أن مخافته ليست بالأمر الهين  بالذات فى هذا العالم الذى قد وضع فى يد الشرير  و لذلك فهو يكرم أبناؤه الذين يخافونه .

  2- خير الله :  مز 31 : 19 " ما أعظم جودك الذى ذخرته لخائفيك "

                             مز 23 : 6 " غنما خير و رحمة يتبعاننى كل أيام حياتى "

     من نتائج مخافة الرب هو الإستمتاع بخير الرب الذى ينعم به على خائفيه الذين يعيشون فى خوف الله و يعلنون مخافته و هيبته فى سلوكهم و حياتهم كل يوم . إ، الله يحب أ، يمنح عبيده الخائفين أسمه من خيره و جوده و إحسانه .

 3- كشف مكنونات قلب الله :-

  من نتائج مخافة الله لذلك الإنسان الذى يخافه عن ما بداخل قلب الله 

     مز 25 : 14 " سر الرب لخائفيه و عهده لتعليمهم ."

     قال الرب عن ابراهيم : هل أخفى عن عبدى ابراهيم مما أنا صانع .

    أمثال 3 : 32 " أما سر الله فعند المستقيمين "

   أف 1 : 9 " إذ عرفنا  سر مشيئته "

   كل هذه الآيات تدل على أ، الله يعلن أسرار قلبه إلى الإنسان الذى يخافه و يعيشبلإستقامة أمامه . هل تريد أن تستمتع بأن الله يعلن لك عن ما بداخل قلبه ؟ إذن عش فى خوفه و أسلك فى مخافته كل يوم .




كيف أخاف الله؟  

    السؤال البديهى الذى يطرح نفسه علينا فى أخر هذا الموضوع و هو كيف أخاف الله ؟ و كيف أعيش فى  مخافته و كيف أسلك فى هذا الأمر كل يوم  ؟

  1 - البعد عن الشر :

           قال يوسف الصديق " كيف أفعل هذا الشر العظيم و أخطئ إلى الله تك 39 : 9 

           مز 97 : 10 " يا محبى الرب أبغضوا الشر :

           عاموس 5 : 15 " أبغضوا الشر و أحبوا الخير "

           إن مخافة الرب هى أن أحيد عن الشر   أم 8 : 13 " مخافة الرب بغض الشر "

           مخافة الرب هى أ، أبغض الشر و أتجنبه فى حياتى اليومية .

   2 - الحياة بأمانة فى البيت و العمل :

           أن أحيا فى مخافة الرب بكل بساطة و هى أن أعيش بكل أمانة  فى بيتى و فى عملى ، و فى بيتى يبدأ مع زوجتى و أولادىأو مع أخوتى و  والداى  و فى العمل أن أكون أمين فى عملى أى أ، أرضى الله فى عملى غير ناظر للناس حولى بل ناظراً لله . 

يشوع 24 : 14 " فالآن أخشوا الرب و أعبدوه بكمال و أ/انه "

 1 صموئيل 2 : 24 " أنما اتقوا الرب و أعبدوه  بالأمانه من كل قلوبكم "


طباعة   البريد الإلكتروني