المواهب الطبيعية والفوق طبيعية

من المعروف أن هناك الكثير منا له مواهب وقدرات خاصة يتميز بها عن الآخرين ، لكن الموهبة الروحية هى مقدرة روحية خاصة لا تعتمد على القدرات الانسانية أو المواهب الطبيعية، وهذه المقدرة الخاصة معطاة من الروح القدس لكل عضو فى جسد المسيح بحسب نعمة الله لإستخدامها فى نطاق جسد المسيح ( الكنيسة ) بهدف اعلان ملكوت الله وامتداد محبته لكل العالم.

ان الكنيسة فى حاجة ماسة لمواهب الروح القدس ولذا قال الوحى المقدس فى ( 1كو 12 : 1 ) "واما من جهة المواهب الروحية ايها الاخوة فلست اريد ان تجهلوا."فالوحى المقدس يشجعنا لكى نهتم بمعرفة المواهب الروحية ويطلب ان لا نجهلها.

أهمية المواهب لحياتك

لكى تسير فى اتجاه أكثر فاعلية فى حياتك الروحية مع الله تأكد من تبدبد ضباب الجهل عن المواهب الروحية:-

تساعد على نمو حياتك فى خدمة الله و فى تقديم المجد له ( 1 بط 4 : 11 ) " ان كان يتكلم احد فكاقوال الله.وان كان يخدم احد فكانه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح الذي له المجد والسلطان الى ابد الآبدين "

تغلب السلبية: ان الأشخاص الذين يعرفون مواهبهم الروحية لا يتعرضون لميول سلبية فهم يحبون الله ويحبون أنفسهم بالمواهب التى وضعها الله فيهم، ولذا يكونون أيضاً أكثر ثقة وقبول لأنفسهم . ( 1كو 12 : 16 ) " وان قالت الأذن لاني لست عينا لست من الجسد.أفلم تكن لذلك من الجسد"

تكون أكثر فاعلية فى خدمة الرب: عندما تقرر اكتشاف وتطوير واستعمال موهبتك أو مواهبك الروحية فانك ستتحول الى مؤمن أفضل أكثر قدرة على أن تسمح لله أن يجعلك نافعاً له.

أهمية المواهب للكنيسة 

تربط الكنيسة معاً : تساعد على وحدة الكنيسة وترابطها فى انسجام معاً ( أف 4 : 12 - 16 ) "  لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح،  الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله.الى انسان كامل.الى قياس قامة ملء المسيح"

تكمل عمل الكنيسة : خدمة بعضنا بعض  ( 1 بط 4 : 10 ) "  ليكن كل واحد بحسب ما اخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة"

(رو 12 : 4 ، 5 ) " فانه كما في جسد واحد لنا اعضاء كثيرة ولكن ليس جميع الاعضاء لها عمل واحد ، هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح واعضاء بعضا لبعض كل واحد للآخر ".

تعلن حضور المسيح الكامل

ان جسد المسيح ( الكنيسة ) يعمل تماماً مثل ما يعمل الجسد البشرى ، فكل مؤمن هو عضو فى هذا لجسد وله عمل معين لكى يؤديه ولا يستطيع الجسد الاستغناء عنه ( أف 4 : 14 ،20 ) فان الجسد ايضا ليس عضوا واحدا بل اعضاء كثيرة ،  فالآن اعضاء كثيرة ولكن جسد واحد.

المواهب الروحية: 

هناك عدة شواهد تذكر المواهب الروحية فى الكتاب المقدس ، منها نستطيع أن نعلم أن الكتاب المقدس لا يغلق علينا فى أمر عدد المواهب لأنه هناك تنوع كثير فى مواهب الروح القدس لكل مؤمن ولكل كنيسة فى كل مكان فى العالم :

( 1كو 12 : 8 - 11 )

" فانه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة.ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد  ولآخر ايمان بالروح الواحد.ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد ولآخر عمل قوات ولآخر نبوة ولآخر تمييز الارواح.ولآخر انواع ألسنة.ولآخر ترجمة ألسنة"

( أف 4 : 11 ، 12 )

"وهو اعطى البعض ان يكونوا رسلا والبعض انبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلّمين لاجل تكميل القديسين لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح"

(رو 12 : 6-10 )

" ولكن لنا مواهب مختلفة بحسب النعمة المعطاة لنا.أنبوّة فبالنسبة الى الايمان. ام خدمة ففي الخدمة.ام المعلّم ففي التعليم. ام الواعظ ففي الوعظ.المعطي فبسخاء.المدبر فباجتهاد.الراحم فبسرور. المحبة فلتكن بلا رياء.كونوا كارهين الشر ملتصقين بالخير. وادّين بعضكم بعضا بالمحبة الاخوية.مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة".

كيف تكتشف الموهبة المعطاه لك بالروح القدس ؟

أن الكتاب المقدس واضح فى أن الله يريد أن كل مؤمن يمتلك ويستخدم موهبة أو مواهب لكى يؤدى الى المنفعة الروحية للكنيسة والمجتمع المحيط بها ، ولذا يجب أن تجد فى السعى للحصول على المواهب ( 1كو 14 : 1 ) " اتبعوا المحبة ولكن جدوا للمواهب الروحية".

الروح القدس لا يعطى المواهب لأنه يفضل مؤمن على الآخر ( 1كو 12 : 11 ) " ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء". ولكى تعرف الموهبة أو المواهب المعطاة لك من الروح القدس ، نشجعك على الآتى:

1- ادرس الكلمة وابحث فى أمر مواهب الروح القدس: 

2- اعرف احتياجات كنيستك : ابحث عن الاحتياج حولك ،فالله وضعك فى الكنيسة لتكون عضواً عاملاً وأعطاك المواهب لتكمل عمل الكنيسة ( 1كو 12: 12 ، 27 ) " لانه كما ان الجسد هو واحد وله اعضاء كثيرة وكل اعضاء الجسد الواحد اذا كانت كثيرة هي جسد واحد كذلك المسيح ايضا.  واما انتم فجسد المسيح واعضاؤه افرادا ".

3- تحرك بالايمان : الكثير من طرق الله نكتشفه ونحن نمشى بالايمان معاه، تحرك بالإيمان فى الخدمة الموجودة أمامك وسترى تأييد الرب وتأييد باقى أفراد كنيستك للموهبة المعطاة لك من الرب.   

4- قيم تأثير وفاعلية خدمتك: اختبر فى ضوء كلمة الله وشهادة المؤمنين تأثير الخدمة التى تقوم بها ( 1تس 5 : 21 ) " امتحنوا كل شيء تمسكوا بالحسن"

كيف تستخدم مواهبك فى وسط الكنيسة ؟

بالتواضع :  فمهما كنت لا تنسى أنك عضو فى جسد ولا تستطيع أن تعمل أى شئ بمفردك ، تعلم من سيدك الذى قال فى ( مت 11 : 29 ) "احملوا نيري عليكم وتعلموا مني.لاني وديع ومتواضع القلب ".

بالتوافق مع الكنيسة:

( أف 4 : 15 ، 16 ) " بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الراس المسيح الذي منه كل الجسد مركبا معا ومقترنا بموازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصّل نمو الجسد لبنيانه في المحبة".

بالتحرك العملى:

حدد دورك - أخبر الكنيسة بموهبتك - استمع الى نصائحهم وارشادهم  وتوجيههم لك. 

كيف تضرم الموهبة التى فيك ؟ 

بدراسة الكلمة والتعليم: 

لأن الكلمة تؤهلك لتكون نافعاً ( 2 تس 3 : 16 ، 17 ) "  كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ، لكي يكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح "

بالشركة المستمرة مع الروح القدس وتسليم الحياة لله:

 ( رو 12 : 1 ) " فاطلب اليكم ايها الاخوة برأفة الله ان تقدموا اجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية".

 بالاتحاد مع جسد المسيح وباقى المواهب الأخرى

( 1كو 12 : 4 -6 ) " فانواع مواهب موجودة ولكن الروح واحد وانواع خدم موجودة ولكن الرب واحد وانواع اعمال موجودة ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل".

بالممارسة ودوام الاستخدام

( 1 تى 4 : 14 ) " لا تهمل الموهبة التي فيك المعطاة لك بالنبوة مع وضع ايدي المشيخة".

نقاط عملية هامة :

مواهب الروح القدس تمشى جنباً الى جنب مع ثمار الروح القدس ( غل 5 : 22 ، 23 ) فالناس يعرفوننا اننا أولاد الاله الحقيقى من ثمارنا وليس من المعجزات أو المواهب الفوق طبيعية ( مت 7 : 16 ، 20 ).

لا تخلط بين المواهب الروحية والمواهب الزائفة ( مت 24 : 24 ) "لانه سيقوم مسحاء كذبة وانبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو امكن المختارين ايضا". 

لا تخلط بين المواهب الروحية والقدرات الطبيعية:بالطبع القدرات الطبيعية هى عطايا من عند الله ، و المواهب الروحية ليست تكريساً للقدرات الطبيعية ، قد توجد علاقة بين الاثنين ، لكن المواهب الروحية هى قدرات روحية خاصة من عند الله.