الشفاء‌ ‌الالهي‌ ‌

الشفاء_الإلهي.jpg

- ان ارادة الله الحقيقية للجنس البشري ليست هي الالم بل الفرح و الشفاء – لقد أعطى الرب هذا الوعد لشعبه عندما خرجوا من أرض العبودية ( خر 15 : 26 ) " ان كنت تسمع لصوت الرب إلهك و تصنع الحق في عينيه … فمرضاً ما مما وضعته على المصريين لا أضع عليك فاني أنا الرب شافيك " و حقق الله وعده لشعبه و لم يكن بينهم مريض أو سقيم.

  1. و كما أعطى الله شعبه في القديم وعداً بالشفاء هكذا أعطى يسوع لتلاميذه وعداً بالشفاء قبل صعوده في ( مر 16 : 17 – 18 ) و هكذا يتضح لنا في كل من العهد القديم و الجديد أن موقف الله ثابت ، و ان ارادته تجاه الانسان ليست المرض بل الشفاء فهو يريد لنا الحياه لا الموت و الحياة الأفضل ( يو10:10) 
  2.  ان اسم يهوه رافا أي الرب الشافي ، وفي ( خر 23 : 25 ، 26 ) يقول الله لشعبه ( و أزيل المرض من بينكم …. ) و يقول الكتاب في ( ملاخي 4 : 2 ) " تشرق شمس البر و الشفاء في أجنحتها " فصفة من صفات الله في اشراقه عليك هو الشفاء ، فالشفاء الالهي لحياتنا حقيقة لا تعتمد مطلقاً على اختبارنا .

لعنة المرض :

بعد السقوط ( بعد أن أخطأ آدم و عصى الله ) دخل تحت خط العنة و بخروج آدم من الجنة  بدأ ناموس الخطية و الموت يسود عليه كما يقول الكتاب في تك 3 : 16 – 19 فأثرت اللعنة على كل كيان الانسان على : 

  1. روحه – فأصبح ميتاًروحياً أى منفصلاً عن الله 
  2.  نفسه – فأصبح الأنسان مضطرباً – خائفاً – مفتقراً للأمان ( تث 28 : 65 
  3.  جسده – صار فريسة سهلة للمرض

دائرة الشفاء :

جاء الرب يسوع فأخذ عنا هذه اللعنة و رفع على الصليب من أجلنا و افتدانا من من اللعنة غلا 3 : 13 " المسيح افتدانا من لعنة الناموس اذا صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة أش 53 : 4 ،، مت 8 : 17

  1. أساس الشفاء الالهي هو فداء يسوع لالمسيح – فعندما نقبل بالايمان عمل المسيح و فداؤة لنا على الصليب نخرج من تحت لعنة المرض – و نعيش في دائرة الشفاء الالهى على حساب موت المسيح على الصليب لأجلنا – و عندئذ يمكننا التقدم بجرآة إلى عرش النعمة و طلب الشفاء في اسم يسوع المسيح.

1 يو 5 : 14 – 15 " و هذه هي الثقة  …. أنه مهما طلبنا يسمع لنا …. "يسوع المسيح الشافي فوق كل مرض و موت.

فالشفاء الالهي هو سريان حياة يسوع في جسدنا بقوة الروح القدس – و بتمسكنا بمواعيد الله و بمشيئته – سننال الشفاء من أمراضنا.

أسباب المرض :

  المرض يستمد حياته من ابليس – فابليس هو الذي يعطي القوة المدمرة فهو الذي يأتي دائماص لكي يسرق و يذبح و يهلك – و عندما يدمر سلطان ابليس فان المرض يتلاشى تلقائياً و لهذا يقول الكتاب " يسوع … الذي جال يصنع خيراً و يشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لأن الله كان معه أع 10 : 38

فسبب المرض هو الخطية – و ابليس هو أبو الخطية و بالتالي فهو صاحب سلطان المرض و الموت و لذا عندما يعترف الانسان بخطيته و يغتسل بدم الرب يسوع المسيح تتركه قوة ابليس المدمرة ، و عندما يصلي في اسم يسوع يهرب ابليس من أمامه و تبدأ حياة يسوع تعمل في جسده.

  1. أحياناً يكون المرض نتيجة لخطئنا ضد أخواتنا و في هذا يقول الكتاب ( اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات و صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا ) يع 5 : 16
  2. ان الله يريدنا أصحاء – يقول في 3 يو 2 ( ايها الحبيب في كل شئ أروم أن تكون ناجحاً و صحيحاً كما أن نفسك ناجحة.

نتائج الشفاء :

  1. الشفاء إعلان عن حضور الله – عن ملك يسوع المسيح ( مت 11 : 3-6 )
  2.  الشفاء تأييد لبشارة ملكوت الله ( مت 4 : 23 ) 
  3.  الشفاء يعطي مجد لله ( لو 17 : 10 )
  4.  الشفاء يظهر قوة الله ( لو 5 : 17 )

 

الله يريد لنا أيضاً نفوس مشفية و حرة و منطلقة كما قال في 1 تس 5 : 23 " و لتحفظ روحكم و نفسكم و جسدكم كاملة بلا لوم عند مجئ ربنا يسوع المسيح " فارادة الله لنا ليس فقط الشفاء لأجسادنا و لكن ايضاً لنفوسنا و أرواحنا.

خلق الله الأنسان ليكون وحده واحدة تتحرك بانسجام تتحرك بانسجام مع بعضها البعض – فلا يتمرد الجسد بمطالبة و لا النفس النفس بمطالبها – ذلك لأن الروح تكون لها كل السيادة على النفس و الجسد و تحكمها من خلال اتصالها المباشر بالله الروح ، لكن بعد السقوط انفصلت روح الانسان عن الله – و لم تعد لها السيادة على الانسان – فصار الانسان يعيش تحت سيادة جسدة و نفسه – أي أن مطالب نفسه و جسده هما اللذان يتحكمان فيه ، و صار يبحث عن طريق لتسديد احتياجاته النفسية من الحب – و الأمان – و التقدير و غيرهم ، و لأن الشخص الوحيد القادر أن يملأ هذه لاحتياجات النفسية هو يسوع المسيح – لذا تخبط الانسان كثيراً باحثاً عن الطريق الذي يملأ له هذه الاحتياجات ( مثل ما يقول الكتاب ( تركوني أنا ينبوع الماء الحي و حفروا لأنفسهم آباراً مشققة لا تضبط ماء )  و لكنه تعرض لجروح و احباطات في حياته- مثل : الاحساس بالرفض ، صغر النفس ، الخوف ، الغضب ، المرارة و عدم الغفران و مثل هذه المشاعر تكونت في دواخلنا – غيرتت في شخصيتنا فجعلت منا شخصيات غير سوية و متقلبة غير قادرة على التفاعل مع الآخرين و اقامة علاقات قوية معهم – كذلك ليس لها قدرة أن تتعامل مع الله بشفافية و نقاء –و الله يريد أن يشفينا من هذه المشاعر و يطلقنا أحرار. – و فيما يلي توضيح لبعض هذه المشاعر و كيفية التخلص منها :

  1. صغر النفس :

هو الشعور بالقلة و عدم القيمةة و عدم الثقة في النفس – و هذا الشعور يقيد الشخص و يشله – و يستخدم الشيطان هذا الشعور بالصغر و القلة لكي يحد من كمال قوة يسوع كما أنه يدخل صاحبه في دوائر فشل و احباط فيجعله متردداً ، و عرضه للشعور بالأكتئاب و الشفقة على نفسه .

قد يكون الشعور بصغر النفس نتيجه لآراء و تعليقات سلبية سمعناها من الوالدين أو لنقد هدام و مستمر – أو التعرض لخبرة و مهينة.

كما أن تكرار الفشل في أمر ما مثل ( الدراسة أو … ) يسبب فقدان الشخص ثقته بنفسه. كما أن عدو الخير يتربص لينتهز أي فرص ليحارب الشخص بالفشل حتى يمكن منه الشعور بصغر النفس.

تأثير هذا الشعور على الشخص :

  1. هو سلاح مميت يقيد قدرات الإنسان و يحجمه و يضعه في قالب أصغر من إمكاناته فتنكمش قدرات و يصبح شخص انطوائي – منعزل دائم الخوف .
  2.  الكبرياء و الرغبة الشديدة في السيطرة في محاولة إثبات نفسه .
  3.  من الممكن أن يصبح عدوانياً فيتجه إلى الإجرام – كنوع من الانتقام من المجتمع الذي رسخ فيه الشعور بضغر النفس.

كيف نواجه هذا الشعور بصغر النفس :

 1 ) لابد أن ننظر لنفوسنا من وجهه نظر الله لنا فالله يرى فينا قيمة كبيرة و قد رتب دور عظيم للانسان مهما كان شكله أو حجمه فالله يقدرني و يحترمني فأنا مخلوق على صورته و يريدني أن أبدع في القيام بالدور الذي أعده لكي أقوم به ( أف 2 : 10 ) و الله ينظر الى القلب و مقياسه غير مقاييس العالم التي تحكم بالمظاهر الخارجية .

2 ) علينا أن نرفض كل آراء سلبية كاذبة و كل تقييمات غير حقيقية أكتسبناها من العالم من حولنا ( هادمين ظنوناً و كل علو يرتفع ضد معرفة الله و مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح )

3 ) لا تنحصر في نفسك و في احتياجاتك و ضعفاتك – لكن اقبل كلمة الله لحياتك و اهتم أن تمد ملكوت الله و أن تخدم يسوع المسيح بكل طاقة فيك – و عندها ستسدد كل احتياجاتك العميقة بغنى حسب وعده ( أطلبوا أولاً … و هذه كلها تزاد لكم ) مت 6 : 31

  1. املأ ذهنك بالكلمة المقدسة - بحق الله – اعرفه – ألهج فيه فيحررك و تستنير حياتك كل ما هو طاهر – كل ما هو عادل … ففي هذه افتكروا .  في 4 

و من المشاعر أيضاً الغير صحيحة التي من الممكن أن تسود على حياتكم و تتحكم فيها هي مشاعر .

 

2 ) الغضب :

و مشكلة الغضب تؤثر على حياة الفرد نفسه – على صداقاته و علاقاته و على سعادته و هدوئه هو شخصياً فهو يفقد القدرة على التحكم في انفعالاته ، في كلماته و أفكاره في تعبيره عن مشاعره.

أيضاً من المشاعر التي قد تتملكنا و نشعر بأننا غير قادرين على التخلص منها هي مشاعر الغضب و الحدة.

و نحن نسير في حياتنا نتعرض لمواقف و احتكاكات تضايقنا و تثيرنا و نشعر أننا غير موافقين عليها – و هذا أمر طبيعي – لكن قد يتطور هذا الشعور لدرجة لا نستطيع التحكم فيها – فنثور و نتشاجر … أو قد يظل كامناً في داخلنا فيملاءنا بالنقد و السلبية أو الحقد و العناد و التمرد.و كلا المظهرين للغضب سواء الواضح أو المقنع غير مقبولين – فهما يؤثرانعلى الشخص نفسه و على نظرته للآخرين و استعداده للتعامل معهم و قبولهم بعيوبهم و على سلوكه مع من حوله ( لو عبر عن غضبه بطريقة واضحة بالصوت العالي أو التعدي باليد…

كييف نتعامل مع الغضب :

الهدف هو أن نتعلم كيف نضبط انفعالاتنا و نروض نفوسنا ك

1 ) من ثمار الروح القدس الرائعة هي ضبط النفس فالروح القدس عندما يسود على نفوسنا – على مشاعرنا – يمنحنا القدرة أن نتحكم في انفعالاتنا – فنستطيع أن نختار الطريق المناسبة و التوقيت المناسب للتعبير عن اعتراضنا و عدم رضانا على أمر معين.

2 ) ضع أولوية في أعتبارك أن كسب الأشخاص ( العيش في سلام مع من حولك ) أهم بكثير من ارساء القواعد الصحيحة – لذا تدرب أن تكون بطئ الغضب – أن تكون متأنياً – فالحياة ليست مثالية و الغضب يسبب متاعب كثيرة تدرب ( مز 37 : 8 ) ( جا 7 : 9 ، أم 27 : 4  ، أم 21 : 19 ) .

3 ) افحص نفسك – وضع يدك على الدوافع الحقيقة التي تحركك و أنت تغضب ( هل الكبرياء – الاعتزاز بالنفس – أم الشعور بالرفض … ) و أطلب نعمة من  الله لكي تتخلص من هذه الدوافع الخاطئة – فتكون موضوعياً – وديعاً و أنت تعبر عن غضبك -  لا تجرح مشاعر غيرك .

و أيضاً من المشاعر  الصعبة التي قد تسود علينا هي القلق و الخوف :

3 ) و الخوف و القلق :

بداخل كل منا خوف طبيعي – فهو استعداد فطري في الانسان يساعده أن يحمي نفسه – لكن أحياناً يزيد الخوف بداخلنا لدرجة أنه يشل حياتنا – يعطل ايماننا و يؤثر على صحتنا  فنصاب ببعض الأمراض ، مثل الصداع – ارتفاع ضغط الدم ، زيادة معدل التنفس .. و غيرها ، كما  أن الخوف يعطي فرصة للخطية أنن تحدث مثل ما حدث مع بطرس حين خاف و أنكر يسوع أمام جارية.

 

هناك حقائق لابد أن نعرفها :

  1. لا توجد كلمة خوف في قاموس الكتاب المقدس 
  2.  المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج ( 1يو4:18)
  3.  الخوف هو أرض خصبة للعدو – هو يسود من خلالها في حياتنا .

 

كيف ننتصر على الخوف : 

  1. لابد أن نعرف أن الخوف دخيل على حياتنا و هو ليس أصيل فينا – لذا لابد أن نستخدم ارادتنا في رفض المخاوف باستمرار.
  2.  نحتاج أن نمتلئ بالايمان و ندرك أن الذي معنا أقوى من الذي علينا – أن نثبت عيوننا على الله الذي يطرد الخوف خارجاً. قال يسوع ليايرس عندما ماتت ابنته ( لا تخف آمن فقط ) 
  3.  يقول الكتاب المقدس في ( في 4:4) … لا تهتموا بشئ بل في كل شئ بالصلاة و الدعاء مع الشكر .. و سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم و أفكاركم في المسيح يسوع. عكس القلق و الخوف هو السلام – و السلام ليس حالة محايدة – لكن حالة مليئة بالقوة و الديناميكية – هو فعال لأنه يحفظ أفكارنا و قلوبنا – و هذا السلام هو نعمة مجانية من الله و لنا أن نقبلها و نفرح بها .

هذا وعد لنا في يسوع و هو متاح لنا من خلال 3 أشياء :

3)السلوك الصحيح 

2) الصلاة

1) الممارسة الروحية

مرات يكون القلق مرتبط بأمور بسيطة مثل نحن نعيش خطأ ، يقول الكتاب في ( في 4 : 9 ) كل ما سمعتموه و تعلمتموه ففي هذا افعلوا – أي حيدان عن الصواب لابد أن يأتي بالقلق على حياتنا.

- كثير من الأمور التي تقلقنا و المخاوف في حياتنا نتيجة لتفكير خاطئ لذا نحتاج أن نرجع لكلمة الله التي تجدد ذهننا.

و في وسط التوتر و الخوف – الله يريد أن يجعلنا أكثر شبه ليسوع

هو أن نفرح في الرب كل حين حتى عندما لا تكون ظروفنا طيبة و حسنة فهذا الفرح يدخلنا لمحضر الله ( أعبدوا الرب بفرح أدخلةا إلى حضرته بترنم 

- أشكر 

لذا عندما نحيا مع كلمة الله بالأسلوب السليم – الله ليس فقط يأتي بالسلام لكنه يأتي بثمار الروح القدس و هي اللطف و الوداعة و عندئذ يرى الناس فينا يسوع .

اذا المضاد الحقيقي و القوي للخوف هو حق الله – عندما يسكن فينا بغنى و نسلك نحن بحسبه – نمتلئ الله – بسلطان على كل المخاوف .

و أيضاً المشاعر المدمرة لحياتنا و التي يريد الله أن يحررنا منها هي مشاعر المرارة و عدم الغفران:

و المرارة هي نتيجة لعدم الغفران – تؤدي الى كسر العلاقات و هذا يضع ثقل عليك في حياتك نحن مسئولين عن المرارة التي بداخلنا – لأننا مسئولين عن ردود أفعالنا – فالله يعرف أننا لدينا الامكانية أن نغفر.

كلما أعطينا لأبليس في حياتنا مكان – كلما امتلكتنا مشاعر المرارة و الانتقام و كلما تقست قلوبنا و فقدنا القدرة على التفاعل مع من حولنا بمشاعر شفقة و حنان و حب مثل سيدنا.

مرات بنفتكر أنه من الصعب علينا نغفر – لكن الأصعب هو أل نغفر لأننا مخلوقين لنسلك في الحب و التسامح، لذا فالأفضل لنا قبل أن يكون الفضل لمن أخطأ في حقنا أن نغفر له – لأن هذا يطلقني للحرية و الشفاء في ( مت 6:13-14)  ربط المسيح بين أن أغفر للآخرين و أ، أتمتع بغفران الله لي و يقول ( هكذا أبي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته.)

كيف أغفر – كيف أحصل على طاقة الغفران :

أنظر للصليب و تذكر كم غفر لك المسيح و سامحك – على الكثير و الكثير – و عندها ستجد نفسك بدون مجهود تركت من قلبك لأخيك زلاته – و أنت تقترب من الصليب ينخفض كبريائك – و تتضع و أنت ترى سيدك و معلمك الذي لم يفعل خطية – صار خطية لأجلنا و صرخ على الصليب قائلا يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.

كيف أعرف أني غفرت لمن أخطأ في حقي :

عندما أستطيع أن أصلي لمن أساء الى ( أحبوا أعدائكم – باركو لاعنيكم – صلوا لأجل الذين يسيئون اليكم.


طباعة   البريد الإلكتروني