الرسالة‌ ‌الثامنة‌ ‌- خليقة جديدة

008.jpg

صديقى صديقتى:

إن موت المسيح الكفارى على الصليب عمل كامل يشمل تغيير  وتجديد لحياة الإنسان،

فالصليب ليس إعلان الحب بغقران الخطايا ورفع الدينونة فقط، لكن أيضاً إعلان عظيم عن عمل الله الكامل وهبات التى بلا حدود، فيقول الوحى فى ( رو 5 : 9 ) "لكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا "، وفى ( رو 8 : 32 ) يعلن الوحى المقدس عن عطايا الله لنا فيقول : "الذى لم يشفق على إبنه بل بذله لأجلنا أجمعين كيف لا يهبنا معه كل شئ ".

 

فى رسالة اليوم سوف نتشارك فى كمال عمل المسيح على الصليب فى حياتنا، فالى موضوع اليوم.. ..

 

الصليب بلا حدود:

 

إن الصليب يا صديقى ليس هو تلك الخشبة المقطوعة من الأشجار والتى مات عليها الفادى والمخلص يسوع  المسيح منذ ألفي عام، فتأثير حادثة موت المسيح على الصليب غير محدود بالمكان أو الزمان الذى تمت فيه، ففى (1يو 2 : 2 ) يقول الوحى المقدس عن الموت الكفارى للمسيح: " هو كفارة لخطايانا.ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا ".

 

فموت المسيح على الصليب كان له تأثير يمتد على طول التاريخ بماضيه الذى قبل الصليب وحاضره ومستقبله أيضا،، فكل الذبائح التى قدمها الرسل والأنبياء قديماً كانت رموزاً تشير الى الذبيحة الكاملة والكفارة التامة التى فى صليب المسيح، فبدءاَ من ذبيحة أبونا إبراهيم مروراً بالذبائح التى جاء ذكرها فى توراة موسى النبى الى الذبائح فى عهد الأنبياء.

 

والى أجيالنا والأجيال التى بعدنا أيضا يمتد عمل الصليب، فكل من يؤمن بموت المسيح الكفارى نيابة عنه ينال غفرانا كاملاّ لكل خطاياه حيث تحتسب ذبيحة المسيح من أجله كفارة أمام العدل الإلهى، فيذكر الوحى عن السيد المسيح فى ( عب 9 : 12 ) "ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الأقداس فوجد فداءً أبدياً ".

 

فى الصليب: التبرير أمام الله :

 

إذا صدر الحكم وتمت العقوبة على أحد المذنبين، فليس من العدل أن يعاقب مرة ثانية على نفس الخطأ، وكذلك القاضى العادل لا يأمر بالعقوبة مرتيين على نفس الجريمة وإلا يصير غير عادل.

 

ولهذا يا صديقى يؤكد الوحى المقدس فى ( رو 8 : 1) " إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع " أى أن لا عقوبة تنتظرهم، فكل الذين قبلوا بالإيمان موت المسيح  الكفارى من أجلهم قد تم رفع الدينونة من عليهم حيث أن الرب يسوع المسيح قد دفع كل عقوبة الخطية وحمل كل الدينونة بموته على الصليب من أجلهم ولذا فليس من العدل أن يدانوا.

 

وهذا يا صديقى ما يؤكد لنا جميعاً أنه قد رُفعت الدينونة من علينا ولنا الضمان والسلام فى الآخرة، بل أيضاَ لنا الحياة الابدية، فيقول الانجيل المقدس ( يو 3 : 16 ) " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية". 

 

فى الصليب: الحرية من شكاية إبليس :

يقول الوحى المقدس فى ( رو 8 : 33 ) " من سيشتكى على مختارى الله، الله هو الذى يبرر" أى لا يستطيع أحد أن يشتكى علينا لأن الله هو الذى يبررنا، فحتى لو حاول  إبليس ان يشكك فى غفران الله  لك  لكل الخطايا فضع ثقتك فى  العلى الذى هو كمال العدل فهو الذى رفع الدينونة عنك فى الصليب، ولا تصدق إبليس المشتكى الذى يريدك أن تفقد سلامك وضمانك فى كفارة المسيح لحياتك.

 

 صديقى هذه هى بشارة الأنجيل المفرحة أنه قد تم رفع كل الدينونة من عليك فلا تسمح للمخاوف أو الشكوك أن تسود على العلاقة بينك وبين الله فهو  الهك الذى يحبك ففى ( رو 5 : 8 ) " الله  بين  محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ".

 

فى الصليب:  موت للقديم وقيامة للجديد :

 

قد يقول البعض:[ إن فكرة رفع كل الدينونة عنا بموت المسيح على الصليب تدفع الانسان للتهاون وعمل كل ما يحلو له من الشرور ولن تكون هناك عقوبة تنتظره] ولتوضيح ذلك دعنا نؤكد أولاً إن رفع الدينونة هو إعلان الهى وليس فكرة من صنع البشر و ثانياً إن الوحى المقدس يعلن أيضاً ان الإيمان بالمسيح يخلق حياة جديدة فى داخلك ففى ( 2 كو 5 : 17 ) يقول الوحى " إذا إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة ، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" 

 

وعندما تخلق من جديد يا صديقى سيكون بداخلك طبيعة جديدة ترفض الشرور والمعاصى وتحب البر والأعمال الحسنة وهذا ما يوضحه الوحى المقدس فى ( تى 2 : 14 ) " الذى بذل نفسه من أجلنا لكى يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعبأ غيوراً فى أعمال حسنة "  

 

فى الصليب: حياة المسيح فينا :

 

      إن الصليب يصنع بيننا وبين المسيح وحدة روحية سامية فوق الإدراك العقلى لأذهاننا، فلو تسائل البعض قائلين كيف يتم الموت للمسيح البار الذى لم يفعل أى إثم ويعتبر هذا هو تمام العدل الإلهى بينما نُترك نحن الخطاة؟؟ وهنا يجب أن نوضح أن كل من يؤمن بموت المسيح الكفارى، يتم بينه وبين المسيح وحدة روحية حقيقية على الصليب، فيتم حكم الموت لهذا الذى آمن بموت المسيح لأجله وتتم أيضا له القيامة مع المسيح (غلاطية 2 :20 )  يقول الرسول بولس بالوحى " مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى "

 

وهنا يا صديقى يجب أن نوضح أن المسيح بالروح قد جمع على الصليب  كل من يؤمن به معه فى موته وأيضا فى قيامته، ولذا تستطيع أيضاً أن تجد فى سلوكك اليومى حياة المسيح داخلك فالمسيح حى بالروح فى داخلك .. وتكملة الآية السابقة تقول " فما أحياه الآن إنما أحياه فى الإيمان، إيمان ابن الله الذى أحبنى وأسلم نفسه لأجلى ".

 

معمودية الماء :

 

إن المعمودية بالماء هى ممارسة مادية محسوسة تشير الى عمل روحى حقيقى مهم لحياة كل من آمن بالمسيح، فمعنى كلمة المعمودية هى الصبغة أو العهد بالتبعية وتعنى أيضا الموت عن القديم والحياة للجديد فيقول الانجيل: " إننا كل من أعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا فى جدة الحياة " ( رو 6 : 3 ، 4 ).

 

فعندما تقبل المسيح فى حياتك يجب عليك أن تعتمد بالماء وتعلن دخولك الى العهد الجديد مع الله وتقبل الموت عن القديم لتحيا للجديد وهذا العمل هو الإعلان عن الإيمان والشهادة أمام الجميع ولذا قال السيد المسيح له كل المجد " من آمن وإعتمد خلص " ( مر 16 : 16 ).

 

قصة توضيحية:

 

العبد الحر 

 

     في أسواق الرق القديمة كان السادة يتسابقون على إقتناء عبيد أقوياء مفتولى العضلات، و كان هناك عبد تبدو عليه علامات التعب والإعياء ربطه سيده بعيداً في أحد الأشجار و تركه ليموت، وكان من حين لآخر يذهب ليضربه بالسياط ليعجل بموته، و لكن تقدم رجل ثري تبدو عليه علامات الوقار طالباً أن يشتري هذا العبد.

 

     تعجب السيد القاسي فطلب ثمناً كبيراً و لكنه فوجئ بهذا الرجل يدفع له الثمن في الحال و أخذ منه صك الملكية بينما فك السيد القاسي العبد من الشجرة.

 

     سار الرجل الثري في طريقه، و بعد قليل التفت وراءه فرأى العبد يتبعه فقال له أن يذهب إلى حيث يشاء فقد اشتراه ليهبه الحرية، تحير العبد و قال: " لكنك اشتريتنى و صك الملكية مازال معك يا سيدي" فنظر له هذا السيد الكريم وأخرج صك الملكية و مزقه أمامه وقال: " أنت الآن حر"، ومضى السيد فى طريقه، و لكنه فوجئ بعد قليل أن العبد مازال يتبعه و قبل أن يسأله، قال العبد : "سيدي، أريد أن أكون عبداً لك وأخدمك ليس لأنك فقط اشتريتنى لكن لأنك خلصتنى من السيد القاسى و أحببتنى فأطلقتنى حراً، فأنا ملكك وطوع أمرك أعطيك كل عمرى الجديد الذى وهبته لى" .

 

خطوات عملية:

 

من اليوم ندعوك أيها الصديق أن ترفض أكاذيب إبليس الذى يأتى بالشكاية فى ضميرك، و أن تقبل عمل الصليب فى حياتك فيُصلب الإنسان العتيق وتقبل حياة المسيح فيك.

 

صلاة:

 

يارب أشكرك من أجل الصليب 

الآن أقبل أن اتحد بالمسيح على الصليب فيتم حكم الموت لكل الماضى الميول والعادات الشريرة داخلى 

يارب أقبل الحياة والخليقة الجديدة منك 

تعالى أيها الرب يسوع المسيح واسكن بداخلى ... آمـين

 

أية للحفظ:

 

" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا ل المسيح يحيا فىَّ "

       غلاطية 2 : 20

 

سؤال لك:

 

" ما هو معنى الموت مع المسيح على الصليب وما معنى أن يحيا المسيح فى داخلك ؟ "

 

هدية لك:

ارسل الينا بأرائك واستفساراتك وننتظر أيضاً إجابتك على "سؤال لك " حتى نرسل لك هديه قيمة من مطبوعاتنا. لا تنسى أن تكتب عنوانك البريدى إذا كنت تريد مطبوعاتنا.


طباعة   البريد الإلكتروني