الرسالة السادسة - يسوع المسيح

صديقى صديقتى:

فى رسالة اليوم سنتكلم عن شخص أثار انتباه العالم أجمع على مر التاريخ، وجذب انتباه الملوك والعظماء، وسبب الكثير من التغييرات فى مفاهيم البشر بسبب تعاليمه التى نادى بها. إنه شخص السيد المسيح له كل المجد الذى هو حى الى الآن و كلامه وتعاليمه مازال لها نفس القوة والسلطان على تغيير الحياة.

فمن خلال هذه الرسالة ستتعرف عليه فيغير حياتك ويخلق فيك روحاً جديداً،، شهد له الكل قى كل مكان،، فهو السيد المسيح الذى ليس مثله من قبل وولن يأتى من بعد، فإلى موضوع اليوم..

شخصية المسيح الفريدة:

إن السيد المسيح ذو شخصية فريدة، فلقد احتار العلماء والمثقفون  فى فهم شخصيته، فحكمته كانت سامية فوق أفكارهم، و لكن فى نفس الوقت  وجد فيه البسطاء الشخص القريب من قلوبهم ورسالته هى منتهى آمالهم. 

فريد فى ميلاده :  فقد ولد من عذراء، و ميلاده قسم التاريخ إلى ما قبله وما بعده.

فريد فى أعماله : فقد شفى المرضى وأقام الموتى وخلق من الطين عينين لأعمى مولود بلا عينين.

فريد فى معرفته :فكان يعرف ما هو خفى ومستتر فى أفكار الناس وقلوبهم. 

فريد فى تعاليمه : فالوصايا والتعاليم التى تكلم بها لم تكن سطحية بل كانت تخاطب دواخل الانسان وأعماقه حتى تتغير أفكاره وبالتالى أيضا أعماله.

فريد فى سلطانه :فبسلطان على الطبيعة  أسكت البحر الهائج وأمر الامواج الثائرة ان تهدأ ، وقال كلمة فأبر غلاماً يبعد عنه أميالاً كثيرة.

المسيح كلمة الله:

فى الفصل الأول والآية الأولى من انجيل يوحنا يتكلم الوحي المقدس عن المسيح أنه كلمة الله فيقول: " فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " وفى الآية 14 يؤكد الوحي على أن كلمة الله قد أخذ جسدا بشريا حيث يقول " والكلمة صار جسدا وحل بيننا ". 

من هنا يتضح لنا أن السيد المسيح له المجد هو فعلاً كلمة الله، و أيضاً فى نفس الوقت أنه أخذ جسدا بشريا سويا بكل ما فى هذا الجسد من صفات بشرية انسانية ما خلا الخطية، فجسد المسيح يجوع ويعطش ويتعب ويبكى فكان يعرف ويختبر كل ما تمر به الإنسانية على أنه طاهر وخال من الذنوب والخطايا فهو كالإنسان فى كل شئ فيما عدا أنه بار قدوس لم يفعل خطية، فكل انسان يجد الشيطان له فيه شئ وهو الخطية عدا المسيح طاهر وقدوس وبار.

ولقد تنبأ أنبياء الله فى التوراة بأن السيد المسيح، الذى هو كلمةالله، هو الإعلان عن الحضور الالهى على أرضنا فى وسط البشر ( أشعياء 7 : 14 ) " ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو إسمه عمانوئيل" وأيضاً أخبر الملاك قبل ميلاده وقال ( متى 1 : 23 ) "ويدعون إسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ". 

ولهذا فالسيد المسيح، وهو كلمة الله، قد تفرد عن كل الأنبياء والرسل فلم يكن هو الحامل لكلام الله ورسالته  فحسب بل كان هو الكلمة والرسالة التى قصد العلى أن يعلن بها نفسه لكل بنى البشر.

المسيح ابن الله : 

إن أول ما يتبادر للذهن عندما نسمع كلمة (ابن الله) هو أن القائل يعنى أن العلى جلَّ شانه  تزوج من صاحبة وأنجب ابنا  يُدعى المسيح، لكن حاشا لله أن يكون مثل ذلك، وللإيضاح نقول ان البنوة لها معان كثيرة:

* بنوة مادية جسدية : و هى التى تنتج من تزاوج ذكر بأنثى للإنجاب.

* بنوة مجازية : مثل" ابن مصر" لا تعنى أن مصر تزوجت وأنجبت، لكن تعنى الآتى من مصر.

* بنوة فكرية عقلية :  وهى التى تعبر عن الشخص الذى يحمل نفس أفكار و طرق تحليل الامور لبعض الادباء والعلماء فيقال هذا ابن لهذا العالم أو المعلم أو المفكر.

*بنوة روحية : وهى بنوة فريدة ليس لها مثال فى عالمنا المادى الحسى كى نشبهها به، ففى ( يوحنا 1 : 18 ) " الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر " وكلمة الإبن هنا تعنى أنه كمال إعلان الله عن نفسه وهى التى يقصدها الوحى المقدس عندما يعلن أن المسيح ابن الله.

فالعلى لا يُدرك بعقولنا البشرية ولا يرى بحواسنا المادية، لذا أعلن عن جوهره ( وهو ما يقصد بلفظ حضن الآب ) فى صورة بشرية حيث يقول الوحى فى  الرسالة إلى كولوسى عن المسيح ".. هو صورة الله غير المنظور .." أى اننا لا نستطيع ان نرى العلى لكنه أظهر لنا ذاته فى شخص المسيح له كل المجد. 

الله فى المسيح :

الانجيل فى ( العبرانيين 1 : 1 ) " الله بعد ما كلم الأباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى إبنه ... الذى هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته "، من هنا نفهم أن الله سبحانه تواصل مع البشر بأنواع وطرق كثيرة مثل: الخليقة والأنبياء والكتب المقدسة، لكن فى هذه الأيام الاخيرة أظهر المولى - جل عن السؤال – ذاته فى صورة يسوع المسيح .. فالبعض يقبل ظهور الله فى النار عندما كلم موسى النبى عليه السلام والبعض الآخر يؤمن أن المولى عز وجل قد نزل الى السماء الدنيا،، فليس مستحيلاً ولا عسيراً على المولى كلى الحكمة والقدرة أن يأخذ صورة بشر ليتواصل معنا. 

الله موجود فى كل مكان:

قد يظن البعض ان الله قد ترك حكم الكون وهو متجسد فى الصورة الإنسانية ( الكلمة المسيح ) ولكن هل ترك الله الكون وهو يظهر ذاته لنبيه موسى فى شكل النار؟ كلا فالعلى موجود فى كل مكان فى نفس الوقت، فهو مثلاً موجود فى مصر وفى الهند فى نفس الوقت ولا يعنى هذا أنه موجود فى مكان دون الأخر ولايعنى أيضا أنه متجزئ الى قطع فى أماكن متفرقة فإعلان الله عن ذاته كاملاً فى المسيح له كل المجد، و كاملاً فى كل الكون فى نفس الوقت.

قصة توضيحية:

الأعمى منذ ولادته 

فى كل صباح يأتى به والداه أو أحد الأصدقاء ليجلس فى نفس المكان ليستعطى،مر من عمره أربعين عاماً وهو لا يرى نور الشمس فقد ولد أعمى بدون عينين على الاطلاق، سمع الكثير والكثير من التعليقات التى قالها كل من رآه حتى جاء يوم سمع شيئاً مختلفاً عن المعتاد.

كان بعض الناس يمشون بالقرب منه وقال أحدهم مخاطباً معلماً يسير بينهم:" يا معلم هل هذا أخطأ أم أبواه حتى ولد أعمى "،جاء هذا السؤال من حواري السيد المسيح،الذى أجاب قائلاً: " لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه".قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عينى الأعمى وقال له اذهب إغتسل فى بركة سلوام.

تعجب جموع الواقفين كيف يضع السيد المسيح طيناً فى مكان العينين وما معنى هذا، لكن تعجبهم لم يدم طويلاً فقد مضى واغتسل وأتى بصيراً، فقد خلقت له عينان جديدتان و صحيحتان.

من يستطيع أن يخلق؟‍ إنه المسيح فهو ليس فقط الشافى للأمراض لكنه الخالق الذى خلق العينين و أوجد جهاز بصري جديد‍ لهذا المولود بدون عينين.

خطوات عملية:

يمكنك أن تكون فى علاقة حية روحية مع المسيح، فالمسيح حى الى الآن لأنه كلمة الله ، وصورة الله، بل الإعلان الكامل عن الله، فالرب يسوع المسيح هو الله إرفع له التسبيح والدعاء.

صلاة:

يا رب أحمدك، أحمدك من أجل يسوع المسيح الكلمة لانك فيه أخذت جسداً بشرياً مثلنا ودفعت بكفارة الصليب دينونة خطايانا أعلم يارب يسوع انك الديان العادل وأعلم يارب أنك أنت هو المسيح المسيا المخلص المنتظر وأثق ان فيك انت النجاة والحياة الأبدية أدعوك يا رب يسوع المسيح أن تدخل الى قلبى وتملك على كل حياتى لك كل المجد من الآن والى الأبد آمـين

أية للحفظ:

" الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر"

        ( يو 1 : 18 )

سؤال لك:

من هو يسوع المسيح حسب الاعلان فى الوحى المقدس وما معنى انه كلمة الله ؟

هدية لك:

ارسل الينا بأرائك واستفساراتك وننتظر أيضاً إجابتك على "سؤال لك " حتى نرسل لك هديه قيمة من مطبوعاتنا. لا تنسى أن تكتب عنوانك البريدى إذا كنت تريد مطبوعاتنا.