الرسالة الثالثة - الإنسان


003.jpg

قال أحدهم أنه يشكر الله من أجل توافر كل سبل الحياة الكريمة والمريحة له، ومن أجل الأسرة التى يحيا فيها، وقال أيضاً أن الكثير منا حوالى يقولون لى لابد أنك سعيد، فوالحمد لله كل أمورك على ما يرام.


لكن الحقيقة هى اننى أشعر دائماً أنه ينقصنى شئ، فبالرغم من توفر المال لكن لا أشعر بالسلام والطمان من جهة المستقبل، وبالرغم من تواجد الكثير من الاصدقاء المخلصين الا اننى لست سعيداً، وبالرغم من اننى ناجح الا اننى فى أحيان كثيرة أفقد الحماس للعمل وأشعر اننى مكينة فى مصنع الحياة لا أعلم ماذا أريد أن أعمل ولا الى أين انا ذاهب ؟


 من خلال رسالة اليوم سنتشارك فى كيف نحيا الحياة بشبع ونمتلئ بالسلام والفرح. فالى رسالة اليوم:


الانسان :-


حتى ندرك من هو الانسان لابد أن نعرف الانسان منذ خليقته . .كيف كان ؟ ولماذا خلق ؟؟   .. فى سفر التكوين الفصل الاول والاية26 (تك 1 : 26 ) "قال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا"


صديقى خُلق الانسان على صورة الرحمن ومثاله لذا فهو يختلف عن كل المخلوقات الاخرى . فالانسان له ارادة حرة يختار بها واعطاه  المولى عز وجل حرية التفكير والاختيار والابداع وذلك لانه  تعالى لديه حرية الاختيار والتفكير والابداع.


الجسد والنفس والروح:


من الكتب المقدسة وايضا من خبرتنا فى الحياة نستطيع أن ندرك ان الانسان ليس جسدا فقط بل هو أيضا روح و نفس: (1تس 5 : 23 )


فالجسد هو ذلك اللحم والعظام التى نراها والمخلوقة من الطين والروح هى نسمة الله التى نفخ بها فى هذا الجسد الترابى ففى ( تك 2 : 7 ) يقول الكتاب المقدس :" وجبل الرب الاله أدم من الارض ونفخ فى انفه نسمة حياة فصار أدم نفسا حية "


 ومن هنا ايضا يتضح ان النفس البشرية قد نتجت من اتحاد الروح  بالجسد وعندما تفارق الروح الجسد يرجع الجسد الى التراب وتعود الروح الى خالقها وتحاسب النفس اما المولى وهى فى جسد جديد غير أرضى يختلف عن الجسد المادى الذى نحيا فيه الآن. 


النفس البشرية :


إن نفس الانسان تحوى الذهن الذى به يفكرالانسان ويفهم ويقارن ويميز .. وتحوى ايضا العاطفة التى بها يحب ويبغض ويفرح ويحزن .. كما تحوى النفس ايضا الارادة التى بها يختار ويقرر.


احتياج الانسان:


كما ان الجسد يحتاج الى الغذاء والدواء والراحة حتى يشبع ويكتفى،، كذلك نفس الانسان لها احتياجاتها الخاصة حتى يشعر الانسان بالشبع والاكتفاء النفسى.


ومشكلة الانسان أنه يخلط بين الجسد والنفس والروح فيحاول ان يقدم للنفس الراحة والشبع من خلال الامور التى تشبع الجسد فقط وهذا لا يُشبع. 


محاولات بشرية لا تنفع:


* فى البحث عن الامان والسلام للفكر والبال يحاول الانسان ان يجمع اكبر كمية من الاموال ويحفظها فى أكثر مكان يظن انه الاكثر امانا لكن مع كثرة المال زاد الهم وعدم الاحساس بالامان. ( لو 12   15 ) 


* فى البحث عن الفرح والسعادة للعاطفة والمشاعر يحاول الانسان من خلال علاقات وصداقات وايضا من خلال حفلات وسهرات واحيانا البعض يظن ان من خلال الاكلات والمشروبات ممكن أن يجد السعادة التى يبحث عنها.


* وفى البحث عن الرضى والشبع لارادة الانسان يبحث عن السلطة والشهرة التى يظن فيها أنه قد وصل للمكانه التى ينشدها لينال رضى للنفس.(يو2: 17 )


قال السيد المسيح له المجد "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " فالخبز يشبع الجسد ولكن لا يفى النفس احتياجاتها لذا يظل الانسان فى نفس الاحساس بعدم الشبع لفكره وعاطفته وارادته.


الحاجة الى واحد:  


يقول الوحى المقدس :" لان ليس ملكوت الله أكلا وشربا . بل هو بر وسلام وفرح فى الروح القدس "   ان ملكوت الله هو ملك الله سبحانه على الحياة ، لذا عندما يملك الله على حياتك صديقى ستمتلئ نفسك بالبر والسلام والفرح. صديقى ان الحاجة الى واحد يخبرنا الكتاب المقدس فى  ( 2 كو 3 : 5 ) " كفايتنا بالله ". 


صديقى ان احتياجك هو الى واحد وكفايتك أيضا هى ايضا لذلك الواحد الى الله سبحانه وتعالى فهل تطلب اليه تعالى ان يمتلك حياتك ؟ 


اطلب منه ان يملك على حياتك وأسلك فى حياتك بما يوافق شرائع وقوانين ملك الملوك فعندها ستمتلئ بالشبع والرضى لنفسك العطشى. قال السيد المسيح له المجد (مت 5 : 6 ) " طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون " فالشبع الحقيقى للنفس يأتى عندما تجوع وتعطش الى البر.                                             


قصة توضيحية:


العطشانة:


ذهبت امرأة من السامرة فى الظهيرة لتملأ جرتها من بئر يعقوب حسب عادتها ، كل بنات وسيدات بلدتها يخرجن فى الصباح الباكر لكنها اختارت وقت الظهيرة لتكون اختارت وقت الظهيرة لتكون بعيدة عن العيون ، لكنها فوجئت برجل بثياب يهودية جالساً على البئر ، لقد كان العداء مستحكماً بين اليهود والسامريين فمن غير المتوقع وجود أى يهودى فى وسط بلدة للسامريين ، لكن كان هذا الشخص غير عادى فعندما جاءت المرأة للبئر طلب منها أن تعطيه ليشرب ، ودار بينهما حديث لم تتوقعه.


كانت المرأة منزلقة فى حياة الرذيلة ، وكان هذا هو سبب محاولاتها الأختفاء عن أعين أهل بلدتها ، لكن المفاجأة أن هذا الرجل كشف كل ماضيها وما تفعله وأعلن لها أن الطبيعة البشرية فاسدة وتميل للشر والبعد عن الله وإن كل من يشرب من ماء العالم والشهوات والنجاسة يعطش أكثر ، وقال:" لكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش الى الآبد" وقادها للارتواء الحقيقى من المياة السماوية دائمة الجريان إنه المسيا المسيح الذى كانت تنتظره ففيه شبع كل الحياة .


خطوات عملية:


إقترب الى الله فى حياتك اليومية، أطلب السلام منه، اتكل عليه، لتكن قوانين ملكوته هى سلوكك اليومى، وإجعل اتجاهات قلبك أن: تحب الرب الهك من كل قلبك، وقريبك مثل نفسك.


صلاة:


اليك يا رب أرفع نفسى، طرقك يا رب عرفنى،سبلك علمنى ،دربنى فى حقك أشبع نفسى بك ،أُغمر أفكارى بسلامك وطمانك إملأ قلبى بسرورك وفرحك فلا أنظر الى طرق العالم وجهك يا رب أطلب.

أية للحفظ:


قال المسيح "إن عطش أحــد فليقبــل الــــــى ويشرب ، من أمن بـى تجرى من بطنه أنــهار ماء حى" (يو7 : 37 ، 38)


سؤال لك:


" لماذا لا تشبع النفس وتتمتع بالسلام مع توافر الماديات ؟ 

وكيف يمتلئ قلب الإنسان بالشبع الداخلى ؟ 


هدية لك:

ارسل الينا بأرائك واستفساراتك وننتظر أيضاً إجابتك على "سؤال لك " حتى نرسل لك هديه قيمة من مطبوعاتنا. لا تنسى أن تكتب عنوانك البريدى إذا كنت تريد مطبوعاتنا. 


صديقى صديقتى : 

طباعة   البريد الإلكتروني