أرز باللبن

رز_بلبن.jpg

الأرز باللبن

العيش والملح:
المثل الشعبى المعبر عن وجود رابطة صداقة أو أخوة بيقول : " أكلنا عيش و ملح مع بعض"، فالأكل معاً مهما كان صنف الأكل يصنع وحدة بطريقة ما بين المشتركين فى تناول الوجبة. وجزء مهم يربط أفراد العائلة مع بعض إنهم يتقابلوا على الغذاء أو العشاء. و مظهر من مظاهر إستقبال الضيوف و إظهار مدى إرتباطهم بالعائلة المضيفة هى دعوتهم لوجبة يأكلها الكل معاً. وبصورة أعمق نقدر نشوف الكنيسة "كانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة و اذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج و بساطة قلب" (اع 2 : 46). فبجانب العبادة معاً لله كانوا يشتركون فى الأكل مع بعض.

علاج عن طريق الأكل:
لكن نشوف بُعد آخر عمله المسيح له كل المجد من خلال الأكل. فكلنا نعلم "إنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" (لو 4: 4)، لكن إستخدم المسيح وقت الأكل ليس من أجل تسديد جوعه بل ليكون بداية علاقة علاج للخطاة. "فلما نظر الفريسيون قالوا لتلاميذه لماذا ياكل معلمكم مع العشارين و الخطاة" (مت 9: 11)، و كان جواب المسيح أنه من خلال الأكل مع هؤلاء الخطاة سيقدم لهم العلاج من الخطية، "لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو ابرارا بل خطاة الى التوبة" (مر 2: 17).

و هنا يظهر بعد أخر لأهمية الأكل الذى فيه تنفتح قنوات للعلاقة بين الآكلين، و نرى هذا أيضاً عندما أكل المسيح بعد القيامة مع تلميذى عمواس يقول الكتاب: "فلما اتكا معهما اخذ خبزا و بارك و كسر و ناولهما، فانفتحت اعينهما و عرفاه" (لو 24: 30، 31).

كرازة الرز باللبن:
ذهب خادم لتقديم كلمة وعظ فى كنيسة ليشجعهم على العمل الكرازى و تقديم رسالة الحياة الأبدية للمجتمع المحيط بهم. فى هذا الإجتماع كان أكثرية الحاضرين من النساء كبار السن، و أثناء الكلمة أعلن الرب له أن يشجع الأخوات على تقديم رسالة الحياة من خلال عمل وجبة أرز باللبن و دعوة الجيران أو الأصدقاء للأكل معاً، و أثناء الأكل يمكن سؤال المدعوين عن ظروفهم و إحتياجاتهم و إخبارهم أن المسيح يحب أن يتدخل فى إمور حياتهم.
من هنا بدأت الدعوة لكرازة "الرز باللبن"، و كان المثال هو شخص الرب يسوع المسيح الذى أكل فى بيت زكا العشار و أثناء الطعام وتغيرت حياة زكا وتاب عن أفعاله الشريرة و قال المسيح: "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لو 19: 9).

خطوات عملية:
يمكنك أن تفتح بيتك و تقدم أكلة "رز باللبن" لجيرانك أو أصدقائك، و أثناء هذه الفرصة ستجد القلوب مفتوحة و العلاقة تأخذ بعد أعمق من الكلام السطحى. و هنا يمكنك أن تتلامس مع الإحتياجات و تقدم محبة المسيح الذى جاء لينقض عمال إبليس (1يو 3: 8) فقد أعلن: "أما انا فقد اتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم افضل (يو 10 : 10).
بالطبع يمكنك أن تقدم أى نوع من الضيافة من الشاى و القهوة أو أى نوع من الأكل، فالهدف هو فتح معابر لعلاقة لتتلامس مع المحيطين بك فى ظروفهم. و يمكنك أيضاً أن تذهب لبيوتهم و تأخذ معك أى من الطعام وتأكلوا معاً و هذا أيضاً يفتح القلوب و يسمح للأصدقاء للوصول لمناطق أعمق فى قلب أحدهم الآخر.

قانون ذهبى:
"اسرع و انزل لانه ينبغي ان امكث اليوم في بيتك" (لو 19 : 5)

أسئلة هامة:
• كيف تنفتح العلاقات بصورة أعمق عندما نأكل معاً؟ فكر فى ما الذى يحدث.
• ما هى العائلات أو الأشخاص التى يمكن أن تدعوهم إلى بيتك و تقدم لهم بعض الضيافة(رز باللبن)؟ حدد اليوم و الوقت الذى يمكن أن تفعل فيه هذا.
• ما هى البيوت التى يمكن أن تذهب و تزورها، ممكن أنت و عائلتك و تأخذوا بعض المأكولات البسيطة لتأكلوا و تشربوا معهم؟ أيضاً حدد اليوم و الوقت الذى يمكنكم أن تفعلوا هذا.


طباعة   البريد الإلكتروني