المشاجرة الناجحة

Man

 نقرا فى تكوين اصحاح 3 عن بداية ظهور الخلافات بين الزوجين الأولين أدم وحواء بألقاء اللوم على الأخر بدلاً من تحمل المسئولية الشخصية عن الخطأ.  وبالتالى فسدت العلاقة الزوجية، فبدلآ من حياة الوحدة والأنسجام والشفافية كجسد واحد ، أصبح هناك التنافس والصراع الذى فتح الباب امام الخلافات والنزاعات التى يمكن ان تدمر الحياة الزوجية كلها .

معنى الخلاف : -

هو عدم إتفاق أو تعارض فى الأفكار أو الأهتمامات أو التصرفات التى يمكن أن تقود الى تصادم أو مشاجرة .

والخلافات فى الحياة الزوجية واردة وتعتبر علامة إيجابية لنمو العلاقة الزوجية ونضجها. والمشكلة الرئيسية ليست فى حدوث الخلاف نفسه بل فى طريقة التعامل معه، فإذا تم التعامل معه بطريقة صحيحة سيقود ذلك الى تعميق الوحدة الزوجية، ولكن إذا أسيىء التعامل معه سيتحول الخلاف إلى نزاع وخصومة وتبدأ المشاعر الغاضبة فى التحكم فى الموقف ويتحول الطرفان عن الموضوع الرئيسى المختلف عليه إلى مهاجمة بعضهما البعض.

أسباب الأختلافات : -

أ – التكوين الشخصى وهو يشمل 4 امور:

1 – الأختلافات الطبيعية بين الرجل والمراة.

وهى إختلافات فى التكوين الجسدى العضوى وتحمل خلفها إختلافات هائلة فى الشخصية مما يؤثر على التصرفات وردود الأفعال فى كل المجالات مما يؤدى الى ظهور الخلافات بين الزوجين.

2 – التربية والتنشئة السابقة : -

تتكون شخصية الانسان من صفات وراثية من الوالدين بالأضافة الى صفات مكتسبة من التربية السابقة فى مراحل الطفولة والمراهقة. وهكذا يجد كل طرف انه غرست فيه مبادىء تعلمها وأستقاها من المحيطين به وتشكلت شخصيته المتميزة . وهى مختلفة عن شريك الحياة مما يؤدى الى ظهور الخلافات.

3 – الأحتياجات النفسية: -

يولد الأنسان ولديه إحتياجات كثيرة ليست جسدية فقط بل إحتياجات نفسية أيضاً  يكون الأهل والمحيطين بالشخص هم مصدر تسديد هذه الأحتياجات، فإذا لم تسدد هذه الأحتياجات بطريقة صحيحة يصل الشخص لمرحلة النضج ولديه أمور غير مشبعة مثل الشعور بالنقص أو الشعور بالذنب او مشاعر المرارةوهذه كلها تتسبب فى تصرفات غير متوقعة بعد الزواج وإن لم تقابل بفهم صحيح من شريك الحياة تتسبب فى ظهور خلافات ومشاكل غير متوقعة.

4 – الحالة الروحية والعلاقة مع الله: -

إن العلاقة مع الله لا تؤثر فقط فى حياة الشخص بل تؤثر على علاقته بالأخرين ولا سيما شريك الحياة. إن الأنسان البعيد عن الله يتحكم فيه إبليس فيعيش حياة الأنانية الشخصية والتمركز حول الذات ، وكذلك المؤمن الجسدى أيضاً.

ب – أسلوب التعامل بين الزوجين:

1 – عدم معرفة أحد الزوجين لدوره الصحيح فى الحياة الزوجية:

كثير من الأزواج أو الزوجات يظنون أنهم يقومون بدورهم بصورة كاملة . لكن الحقيقة خلاف ذلك فهم ليس لديهم المعرفة الكافية بما يجب أن يقوموا به أو لديهم أفكار خاطئة عن دوره أو دورها فى الحياة الزوجية وهذا يفتح الباب لظهور الكثير من المشاكل والخلافات بعد وقت قليل من الزواج مما يعطل نمو وانطلاق علاقتهم الزوجية بطريقة صحيحة.

2 – عدم وجود تواصل وحوار وتفاهم صحيح بين الأزواج :

إن التواصل والتفاهم الصحيح بين الزوجين يحفظ العلاقة الزوجية فى ألفة وصداقة حميمة. والتواصل الصحيح ينتج عن تعلم لغة الحديث الصحيح وفن الأستماع الجيد. فأن لم يتعلم الزوجين فن التواصل الصحيح فقد أعطيا الفرصة لحدوث ثغرات فى علاقتهما تدخل منها الخلافات والمشاكل ولا ننسى قول الحكيم فى سفر الأمثال (6:18 -7 ) " شفتا الجاهل تدخلان فى الخصومة وفمه يدعو بضربات فم الجاهل مهلكة له وشفتاه شرك لنفسه "

3 – غياب مفهوم الخدمة وظهور الأنانية الشخصية:

الزواج المسيحى يقوم على مبدأ الخدمة المتبادلة بين شريكى الحياة فكل منهم هو ( معيناً نظيره ) وحيث انهما اصبحا ( جسداً واحداً ) فكما أن اعضاء الجسد الواحد لاتعمل من اجل نفسها بل تعمل من اجل سعادة وسلامة بقية أعضاء الجسد هكذا ايضاً شريكى الحياة معاً .

ولذلك إذا غاب هذا المفهوم عن الزوجين وحل محله محاولة تحقيق الرغبات الشخصية والتمركز حول الذات بدات من هنا الخلافات والمنازعات. " من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من لذاتكم المحاربة فى أعضائكم " ( رسالة يعقوب 1:4 )

ج – العلاقات الخارجية وأسلوب التعامل معها :

 

الزواج فى المفهوم الألهى الصحيح ليس مجرد تكوين كيان إجتماعى بل هو حدوث وحدة كاملة بين شريكى الحياة ليصيرا كياناً واحدا وجسداً واحداً وبالتالى بعد الزواج يجب أن تأخذ علاقتهما بالدوائر الخارجية وضعاً جديداً مختلفاً عما كانت عليه سابقاً . فعدم وجود الأتزان الصحيح بين العلاقة الزوجية الخاصة والعلاقات الخارجية المختلفة يمكن أن يتسبب فى وجود خلافات ومشاكل كثيرة.

من هذه العلاقات الخارجية :

  • الوالدين والأهل لكل طرف من شريكى الحياة.
  • الأبناء
  • الأصدقاء
  • العمل والوضع الأجتماعى.
  • الخدمات الروحية والكنسية.

د – التعامل الخاطىء مع الخلافات عند ظهورها:

ليست المشكلة هى ظهور الخلافات بين الزوجين ولكن المشكلة تكمن فى التعامل الخاطىء مع الخلافات ببعض هذه الطرق الخاطئة:

  • محاولة الفوز فى الجدال بأى طريقة ( البكاء – إظهار الضعف – الهجوم الشرس )
  • المساومة
  • الأنسحاب والعزلة.
  • الأستسلام والتنازل.
  • طلب الأنفصال أو الطلاق.

الطرق الصحيحة للتعامل مع الأختلافات :

1 – الألتزام الكامل بالمفهوم الألهى للحياة الزوجية :

إن الزواج المسيحى هو عهد وليس عقد  أحد طرفى العهد هو الله نفسه ( ملاخى 14:2 ) " الرب هو الشاهد بينك وبين إمراة شبابك ..... هى قرينتك وإمرأة عهدك "  ويتحقق ذلك بالأتى  :

  • كن مستعداً لتغيير وجهات نظرك وتصرفاتك إذا وجدت أن هذا له نتائج إيجابية مشتركة لنمو حياتكم الزوجية.
  • إطلب الحكمة الصحيحة من الله للتصرف فى الموقف الذى أنت فيه بما يتفق مع الفكر الألهى متكلا على الروح القدس الساكن فيك.
  • تعلم كيف تتحكم فى مشاعر الغضب والأنفعال برفع قلبك لله أولاً حتى بالروح القدس تستطيع أن تقمع الجسد متذكراً قول الكتاب " إغضبوا ولا تخطئوا لاتغرب الشمس على غيظكم " ( أفسس 16:4 ).

ب – المواجهة والعتاب الصحيح فى المحبة الصادقة:

 

تذكر أن رباط الحياة الزوجية السعيدة هو المحبة الصادقة المكتوب عنها " لتكن محبتكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا" (1 بط 8:4 )

  • أمسك يد شريك حياتك أثناء عتابكم معاً فلن تستطيع أن يعلو صوتكما ابدا .

ج – أتبع مفهوم الغفران الصحيح :

 

كثير من الخلافات والنزاعات يمكن أن تحل بسهولة عندما نمارس مبدأ الغفران الحقيقى والتى تعلمنا إياه كلمة الله.، فليس الغفران هو :

  • محاولة نسيان ما حدث .
  • تجاهل ما حدث.
  • التذكير بالماضى وما حدث فيه.
  • وضع شروط محددة للحصول على الغفران.

عند حدوث نزاع  أو إختلاف بينك وبين شريك حياتك أفعل الأتى :

  • أذهب الى شريك حياتك وتكلم معه مباشرة وعلى إنفراد سواء كنت انت المخطىء أو هو المخطىء لتمام وصية المسيح " إن اخطأ اليك اخوك فأذهب وعاتبه بينك وبينه وحدكما " (مت 15:18 ).
  • أبدأ جلستكم بالصلاة معاً وأنهياها معاً فبدون حضور الله فى المشهد لن تستطيعا أن تفعلا شيئاً صحيحاً .
  • ركز فى كلامك على ما كنت تتوقعه أو ما تأمل فيه مستقبلاً بدلآ من التركيز على السقطات او العيوب التى تعتقد فى وجودها متذكرا الأية " لتكن محبتكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا" (1 بط 8:4 )
  • كن صادقاً صريحاً مع شريك حياتك وأتبع أسلوب الحوار الصحيح سواء فى الأستماع او الكلام وتذكر الأية " ليكن كل إنسان مسرعاً فى الأستماع مبطئاً فى التكلم مبطئاً فى الغضب " ( يعقوب 19:1 ). وايضاً الأية " أطرحوا عنكم الكذب وتكلموا الصدق كل واحد مع قريبه لأننا بعضنا اعضاء البعض " ( أفسس 25:4 ).
  • تكلم بصيغة " أنا " وليس بصيغة " أنت " وشارك الطرف الأخر فى مشاعرك واحاسيسك وما تنوى فعله فى المستقبل.
  • حدد المشكلة ولا تركز على التصرفات الأنفعالية التى حدثت. حدد مناطق الأتفاق واظهرها. ومناطق الأختلاف ثم عبر عما تستطيع انت أن تقدمه اولا ً لحل المشكلة وساعد شريك الحياة فى إتخاذ الخطوات الأيجابية التى يمكن أن يقدمها.
  • لا تسترجع الماضى مهما حدث فيه بل قدم غفراناً حقيقياً كاملاً. ولا تعير الطرف الأخر باخطاء حدثت فى الماضى. حتى ولا على سبيل الدعابة والهذار.

قد يكون مناسب فى بعض الأحيان إشراك أحد المشيرين الذين تثقوا أنتما الأثنين فيه.


طباعة   البريد الإلكتروني