التفهم والتفاهم بين الزوجين

Speech

"بالحكمة يبني البيت وبالفهم يثبت" (أم 24: 3)

  لقد أسس الله الزواج مند بدء الخليقة ليكون أعظم وأقدس علاقة إنسانية بين شخصين في الوجود.

فالزواج المسيحي صداقة قائمة علي الشركة والتفاهم الذي يمكَّن كل طرف من إستيعاب الآخر. وبناء الذات المشتركة الجديدة بين الزوجين والانطلاق من الأنا والأنت إلي "النحن" المسيحية المفرحة.

 ( المحبة لا تطلب ما لنفسها ) "1كو 13 :5"

لقد أوضح لنا العهد الجديد أن الزواج المسيحي يجسد علاقة المسيح بالكنيسة للعالم أجمع. نعم فليس أجمع وأفضل من رؤية زوجين متحابين ومتفاهمين وناجحين في علاقتهم الزوجية فهذا يعتبر أعظم إحتياج لهذا الجيل.

فحيث يوجد زواج ناجح يكون هناك تفاهم ناجح وإذا انعدم التفاهم تدهورت العلاقات الزوجية.

        فمنذ الطفولة ونحن نتعلم مهارات أساسية تبقي معنا طوال العمر. ونتعلم الكثير من المهارات الخاصة مثل: السباحة والموسيقي وركوب الدراجات  وغيرهم.

فإذا كان الأبوين لديهم مهارة الحوار الجيد معاً فسوف ينشأ الأبناء وهم يتمتعون بهذة المهارة وهذا أفضل ما يقدم للأبناء ؛ أن يروا زواجاً ناجحاً وسعيداً.

إن لم يكن الأمر كذلك فسوف يحتاج الأبناء لبذل جهد كبير لتطوير مهارة الحوار مع أزواجهم في المستقبل. فإن السعادة الزوجية ليست "منحة" ولكنها " كسب" فـتحتاج إلي جهد يبذل من الطرفين . ودائماّ يوجد أمل في التغيير.

مـــعـوقــــــات التـــــــفــاهــــــم :

+ التعب الجسدي             + المشغولية الزائدة                 + الأنانية                  + الكبرياء                            + النقد الهدام                + السخرية(الكلام الجارح)           + التليفزيون             + الأحكام المسبقة      + الخبرة الأليمة في الماضي              + حب الصمت                    + الثورة                    + الثرثره

                           + عدم إختيار الوقت المناسب                                     + الدموع                  

طرق التفاهم :-

1. لفظي Verbal : التعبير الكلامي العادي عن الأفكار والمشاعر والمناقشة معاً.

2. غير لفظي Non verbal: اللمس – النظر – المعاونة في الأعمال المنزلية – الهدايا – الصمت – المواقف المختلفة – الجنس

                             الرسالة المصدقة 7 % منها كلام و 38% نبرة صوت و 55% لغة جسم.

 

مستويات التواصل :

1. مستوي العبارات المحفوظة 

مثل: عايز تاكل إية  - إية الآخبار  - حتتأخر النهاردة

2.مستوي تقرير الحقائق 

ما تنساش تدفع الفواتير  -   لازم تروح مدرسة الاولاد  -  ماتنساش ان ماما هتيجي عندنا النهاردة

3. مستوي إبداء الرأي و إصدار الأحكام 

وهنا يبدأ التواصل الحقيقي والاستعداد للتعرض للنقد من الشريك

مثال: أنا معجبنيش لبسك النهاردة –  مش حلو لون الروج دة

4. مستوي الأحساس والمشاعر  

مثل: أنا اشعر بـ ....( الضيق – الخنقة – الفرح )

5. مستوي المشاركة الكاملة المنفتحة 

وهذا أعلي مستوي من التواصل حيث التفاهم الجيد والعبور للآخر كما يتميز هذا المستوي بالأمان في التعبير عن النفس بحرية وأنفتاح بدون خوف او تردد او مواراة للأمور.

أســــس الــتفــاهـــم الــجــــيــــد:-

      إن هدف الحوار ليس كسب الموقعة وإثبات الرأي وتحقيق الذات ولكن تفهم الآخر وقبولة للوصول معة إلي الحق الذي يضمن سعادة الطرفين. فالتفهم المسيحي هو فصح  Pass over أو عبور من موت الذات إلي حياة الشركة والحب لذا فهو حوار الناضجين لأنة يخلو من صراع العروش؛ ففي المسيح يوجد كرسي واحد فقط يجلس الله نفسة علية ويحيطة زوجان محبان ناضجان يسلم كل منهما رأية للآخر بإتضاع وحرية وصراحة في الرأي والمشاعر من أجل الوحدة والأنسجام والتناغم .

نعم فالزواج المسيحي ليس علاقة ثنائية بل علاقة ثلاثية أول أطرافها هو الله.

ومن أهداف الحوار المسيحي أيضاً هو بناء لغة مشتركة يفهمها الطرفان بوضوح وتحديد . وهذا الأمر يتطلب وقتاً وجهداً وصدراً رحباً.

أولاً: فـــن الــــكــلام ( الإرســــال ):-

       " لأن مَن مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فية" (1كو 2: 11)

فكيف أعرف شريكي إن لم يخبرني عن نفسة ما يعجبة وما يؤلمة؛ فيجب أن نتعلم هذا الفن بأن نتغلب علي الرغبة الطبيعية الموجودة فينا في إخفاء مشاعرنا وأفكارنا خوفاً من أن يعري الإنسان نفسة للآخر بل يجب أن نكون منفتحين لبعضنا البعض ونقول ما بداخلنا بصدق وأمانة للطرف الآخر لننمو في المعرفة المتبادلة المرجوة لتحقيق الوحدة غير أن من حق كل زوج وزوجة أن يعرف فكر الآخر ومشاعرة الزوجية تماماً لكي يستطيعا أن يتفاهما معاً في كل الموضوعات التي تخص حياتهما التي أختاروا أن يعيشوها معاً.

           " إطرحوا عنكم الكذب وتكلموا بالصدق كل واحد مع قريبة " ( أف 4: 25)

كما أنة لابد من الحكمة والانضباط في اللسان لأن الكلمة المنطوقة لها قوتها لذا يحذرنا الرسول بولس : " لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين" ( أف 4: 29)

وكذا الرسول يعقوب: " إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضاً"      ( يع 3: 2)

فمن المؤسف أن نأخذ شريك الحياة كأمر مسلم بة فلا ندقق في اختيار ألفاظنا معة بل يجب أن ننتقي كل ما هو صالح للبنيان كي يعطي نعمة للطرف الآخر .

"فمن يحفظ فمة ولسانة يحفظ من الضيقات نفسة" ( أم 21: 23)

 ويشمل فن الكلام أيضاً:

1. اختيار الوقت المناسب

يكون بعيد عن التعب الجسدي أو عندما تكون الأعصاب مشدودة يقول سليمان الحكيم "أن لكل شيئ وقت للسكوت وقت وللكلام وقت"

كما يقول " تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها" (أم 25: 11)

2. إختيار الأسلوب المناسب

الذي فية لطف واحترام لفكر ومشاعر الآخر ويختفي منة كلمات النقد والسخرية او التبسيط للمشاعر والاستهانة بها فهي توقف الحوار فوراً.

ثانياً: فـــن الإنـــصــــات ( الإســـتـقـبـال):

      إن الانصات هو الجزء الأصعب في الحوار ويحتاج إلي تدريب جيد خاصة في مجتمعنا الشرقي. فالأغلبية تحب التحدث وقليلون الذين يرغبون في الإنصات او الاستماع ملجئاً في الغضب.

يعتبر الاستماع نشاط سلبي؛ أما الانصات فهو إيجابي؛ ويشمل إعطاء كل الحواس للآخر؛ ومحاولة فهمة واستيعابة والوصول إلية؛ فالإنصات يحمل معني وضع الإنسان نفسة مكان الآخر ومحاولة رؤية الأمور من منظورة.

يشمل الإنصات في المفهوم النفسي:

1. الاستماع الكامل ( أي للنهاية) ؛ سماع كل التفاصيل وإعطاء الوقت الكافي بصبر وحب.

2. الفهم الحقيقي لكل ما يقال مع تبليغ الآخر استيعابك بإيماءات واضحة وتعليقات محددة تعبر عن الاندماج في الموضوع بصورة عميقة والاحتفاظ بالخط البصري.

3. قبول الرأي المخالف للشريك وقبول عدم موافقتة علي أفكارك ثم إستجابتك بالقول كيف وصلت إلي تكوين هذة الفكرة

** ويكون الإنصات جيداً اذا تجنلنا إصدار الأحكام؛ ونكون موضع ثقة ؛ وتجنبنا المقاطعة.

" من يجيب عن أمر قبل أن يسمعة فلة حماقة وعار" ( أم 18: 13)

 مــــتي يــكــون الـــحـــوار الــزوجـــي فــــعــــالً؟

       يمكنك أن تعرف أن أسلوب حوارك الزوجي فعالاً إذا كان يتميز بالآتي:

1. الإحساس بأن شريكك يفهمك ويسعي دائماً لذلك.

2. الإحساس بالحرية في التعبير عن نفسك ( أفكارك و مشاعرك) دون خوف من أي هجوم من الطرف الآخر.

3. إختفاء مجادلات من الذي علي حق؟ او من المذنب؟

4. تقليل حياة الشد.

5. الإحساس بالأمان في العلاقة الزوجية.

إقتراحات عملية لبناء الحوار السليم

 1. لنحدد ميعاداً ثابتاً مرة أو أكثر إسبوعياً لمناقشة تدبير الحياة المشتركة علي أن يكون ميعاداً مناسباً للطرفين.

2 . نحدد نقاط للحوار ليبدي كل طرف برأية في كل موضوع دون مقاطعة الآخر وبإصغاء كامل.

3. يقدم كل طرف رؤيتة للآخر وببساطة في نقاط محددة ونحذر من إطالة الحديث في أمر ما مهما كان مهماً.

4. الخضوع للزوج أمر يجب علي الزوجة أن تظهرة لة ولا تسمح لنفسها أن ترهقة بالجدل العقلي حتي يطالبها هو بتنفيذة فهي وصية من الله نفسة وليست رغبة زوجها الخاصة.

5. عند حدوث أي مشكلة لا تلقي باللوم بالكامل علي شريكك ولكن إعتبر نفسك دائماً طرفاً في المشكلة.

6. تجنب إستخدام الكلمات التي توقف الحوار مثل: مفيش فايدة فيك... أنت دايماً تعمل كدة...

7. إستخدام الكلمات السحرية بإستمرار مثل: من فضلك – شكراً – متأسف – فلا ترفع التكلفة بالكامل مع شريكك.

8. كن مستعداً للإعتذار عندما تخطئ وكن مستعد لقبول إعتذار الطرف الآخر.

9. لكل بيت أسوار تحمية من تطفل الآخرين فتقضي علي الخصومة اللائقة؛ فلا يحق لأحد من الطرفين السماح لنفسة بالخروج خارج خصوصية العلاقة مع أهلة واصدقائة ؛ فيشرخ جدار الثقة بين الزوجين.

10. إجتهد أن تداوم مع شريكك علي قراءة الكتاب المقدس والصلاة يومياً لأن وحدتكما الروحية هي سـر نجاح الوحدة الزوجية وسعادتكم مدي الحياة.


طباعة   البريد الإلكتروني